الأدب الإسلامي
طريد
.. شريد .. فلسطيني
شعر:
الشاعر الأستاذ عبد الله بن حمد الشبانة
طردوني من بيتي المهدوم
فتلفّعت بالأسى والوجوم
هائمًا لست أعرف اليوم دربي
فسمائي تلبّدت بالغيوم
نسجوا لي من الهموم ثياباً
لو تراني وقد لبست همومي
عشعش الخوف في حنايا فؤادي
وغدا الذعر صاحبي ونديمي
فأنا خائف من الموت لكن
هو خير من العذاب الأليم
كل يوم أموت من نظرات
قاتلات محشوّة بالسُّموم
من بنيَّ الألى يحسّون بالذل
جميعاً والانكسار الذميم
وفطيم لديّ كم يتلوّى
رُبّ موتٍ رجوته للفطيم
نظراتي إليه تعصر قلبي
فهو من جوعه بأمر عظيم
لست بالمستطيع جلب طعام
لغذاء ولا دواء السقيم
ولدي رغم أنني لم أمُتْ بعْدُ
يتيم يحيا حياة اليتيم
وحياتي مسلسل من شقاء
مستمر تشكيلة من كلوم
لم أذق للحياة طعماً سوى المرّ
فقل لي هل غيره من طعوم؟
بينما إخوتي من العُرْب يحيون
حياةً ترقى بهم للنجوم
ترف زائد وبذخ كثير
وتناسٍ للجائع المحروم
وضياع يلفّهم وانغماس
في الدنايا كعيشة المهزوم
قصتي أصبحت لدى الناس شيئًا
مستساغاً فلست بالمظلوم
بل أنا الظالم العنيف لأني
لم أوافقهُمُ على التقسيم
وغدت قصتي مثار حديثٍ
ساخر بي وليس بالمفهوم
فالضحايا تلام في حين يُنْسَى
لومُ جزّارها الحقود اللئيم
وإذا ما اللئام سادوا كراماً
فترحّم على المسود الكريم
أيها الغافلون في كل صقع
عن مصاب في العالمين عظيم
هل سألتم عن الجياع وعمَّن لم
يزل في الديار غير مقيم
هل سألتم عمَّن يعانون أم لم
تجدوا الوقت للسؤال الكليم؟
لن تلاموا فأوغلوا في التلاشي
كيف ترجى حياة عظم رميم؟
لا تلمني أخي ويا أخت أيضاً
في حديثي الصريح. لا. لا تلومي
فأنا محبط فقدت أماني
مثلُ عارٍ أمام لفح السَّموم
لست أدري إلام سوف أعاني
ومتى تنتهي حياة الجحيم؟
*
* *
مجلة الداعي الشهرية
الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ذوالقعدة 1428هـ = نوفمبر – ديسمبر 2007م
، العـدد : 11 ، السنـة : 31.